فبعد أن انتشر الإسلام هناك بشكل واسع منذ ق 5 هـ/ق 11م وجد المغرب بالسودان الغربي سوقا رائجة لمنتوجاته. وقد كان لتوفره على المواد الخام اللازمة لهذه الصناعة من صوف وقطن وكتان وكذا الصباغات المستعملة في هذا الإطار من حناء وتكاوت وصمغ وقرمزية وزعفران وشب لتثبيت تلك الأصبغة بالمنسوجات، كان لكل هذا دور أساسي في أن يكون المغرب الممون الأول لبلاد السودان بالمنتوجات. وحتى بعد أن بدت بوادر صناعة النسيج بالسودان العربي وذلك في القرن 8 هـ/ق 14 م كان المغرب يصدر إليه المواد الخام اللازمة لذلك من صوف وقطن. وأخيرا شكلت المعادن رصيدا هاما من صادرات المغرب إلى بلاد السودان وأهمها النحاس وقد كان صمنه باهظا نظرا لقلته أولا وقبل كل شيء وثانيا لأنه كان يستعمل كعملة للتبادل التجاري داخل السودان الغربي، هذا وكان يستعمل لصناعة الحلي وصناعة تماثيل صغيرة لعبادتها. أما الفضة وهي أفل أهمية من النحاس فإنها لم تكن تستخدم إلا لصناعة الحلين وأخيرا الحديد ثم المرجان الذي تنتجه مدينة سبتة وهو يصد إما كمادة خام أو مصنعة.
- وإلى جانب هذا عمل الرحالة على التكيف مع الظروف البشرية المتواجدة بالنطاق الصحراوي مقر تواجد الطوارق والقبائل المعقلية. فيحكم معرفتهم بالموارد الطبيعية هناك كالآبار والمراعي ومعرفتهم بالمسالك المؤدية إلى بلاد السودان فرضوا الإتاوة على التجار الذين يجتازون تلك الأراضي مقابل ما يقدمونه لهم من مساعدة وحماية – ومن هناك حرص التجار على مصادقتهم بما يقدمونه لهم من مواد غذائية ومال. خلاصة القول إنه إذا تحمل التجار المغاربة صعوبة الظروف الطبيعية والبشرية بالصحراء نظرا لكونها تشكل المعبر الوحيد لبلوغ بلاد السودان، فإن الإنتاج الصحراوي ليشكل السبب الثاني لتحمل التجار المغاربة أهوال السفر عبر تلك الفيافي. فعلا فالصحراء بلاد التمور والحناء وتاسرغينت والملح.. وهذا جانب لا يمكن إغفاله، فبدونه يكون أثر الصحراء محدودا في تنشيط حركة التبادل.
بث مباشر المغرب ضد فرنسا بث مباشر كأس العالم 14-12
مدرب السودان: نتدرب لمواجهة المغرب.. ولا نعلم مصير المباراة
Arryadia: La chaine marocaine du Sport
كتاب الجغرافيا - صفحة 82 - نتيجة البحث في كتب Google
دعوة الحق - العلاقة بين المغرب والسودان على عهد المرينيين. كان الموضوع الذي اخترته مجالا لبحث أطروحتي يخض المبادلات التجارية بين المغرب والسودان الغربي على عهد المرينيين وذلك في الفترة الممتدة منم سنة 668 هـ إلى حدود سنة 759 هـ الموافق ل 1269م و 1358م. وقد وددت بالبحث في هذا الموضوع ملء ركن من ملف العلاقات بين المغرب والسودان الغربي، هذا الملف الذي لا يزال في حاجة كبيرة لمن يملأ أركانا أخرى منه. فعلا، لم يبرز اهتمام بالقارة السمراء: تاريخها، حضارتها، اقتصادها إلا في الآونة الأخيرة، وقد برز خاصة بين صفوف الباحثين الإنجليز والألمان والفرنسيين وذلك لما أتاحت لهم فرصة استعمار مختلف أجزاء الجنوب الإفريقي من الاطلاع عن كثب على تلك المجتمعات بما تحمله بين كياتها من تاريخ عريق وحضارة قديمة.
تعذر سفر لاعبي المنتخب المغربي المحلي إلى الجزائر
أما الرقيق، فإذا كانت هذه "البضاعة" (هذا المصطلح بين عارضتين) تحتل المكانة الثانية بعد الذهب نظرا لكون العبيد السود أبهظ ثمنا من أولائك الذي كان يحصل عليهم المغربي في حركاته الجهادية بالأندلس، فقد صارت تحتل مكانة أهم مع الحكم المريني نظرا للانتكاسة التي عرفتها السلطة المغربية في محاولاتها الجهادية بالأندلس. وبهذا نجد العبيد السود قد صاروا يشكلون طبقة اجتماعية شاركت المغاربة في كل جانب من حياتهم. فمجدهم في بلاط الملوك وعلية القوم كما نجدهم محاربين في الجيش وفلاحين في الواحات الصحراوية وعمالا يستخرجون المعادن بل وتجارا يرأسون القوافل إذا ما نالوا ثقة رؤسائهم. - وأخيرا ننتقل إلى أوروبا الجنوبية.
وقد كان لا بد أن تشكل ركنا مهما من أركان التجارة الصحراوية قبل كل شيء بحكم الموقع الجغرافي. ذلك أن جنوب أوروبا يعد أول بقعة تطأها أرجل المغاربة بعد اجتياز البحر المتوسط، وثانيا لحكم الحاجة الماسة إلى بعض المواد الغذائية وأهمها الحبوب والأسماك والخيول.. وكذا بعض المواد السودانية كالجلود والذهب والرقيق. ثالثا وأخيرا بحكم كون أوروبا الجنوبية مصدر الكثير من المنتجات المرغوب فيها ببلاد السودان وأهمها: المنتجات الزجاجية كالحلي والأساور والقلائد والمنتوجات والأغطية والنحاس. - وفي هذا الباب أشير أنه إذا كانت أوروبا تحصل على الذهب من المغرب على شكل عملة فانه ما لبث أن اشتدت حاجتها إلى هذا المعدن كمادة خام لتقوم هي بنفسها بسك العملة وصناعة الحلي وتزيين المنسوجات الحريرية الرفيعة, فكان ذلك مواكبا للحكم المريني بالمغرب ومن هنا سعت كل من ممالك اسبانيا المسيحية والمدن الإيطالية وفرنسا واسبانيا الإسلامية إلى ربط علاقات الود والصداقة مع السلاطين الجدد, بل وأن التجار الأوروبيين الذين كانوا إلى حدود ق 7هـ/ق 13 م متمركزين بالموانئ المغربية بدأوا منذ القرن 8 هـ/ق 14 م يتسربون إلى داخل البلاد فوجدوا بمدينة فاس وسجلماسة وكذلك بلاد السودان.
وعلى هذا فهم يصلون المغرب قبل انتهاء فصل الربيع. - وإلى جانب هذا انتقوا من الحيوانات تلك التي تتحمل قساوة الظروف الطبيعية وهو الجمل ليكون الوسيلة الأساسية للتنقل عبر الصحراء بل ويكون حيلة يستدركون بها بعض الوقت ذلك أنه لما لا يعثر الرحالة على آبار يضطرون لنحر جمالهم وشرب الماء الموجود في بطونها مما يسمح لهم بالسير بعض الوقت إلى أن يصلوا إلى الأماكن التي توفر على الماء. - هذا ونظموا الوظائف داخل القافلة الراحلة فكانت وظيفة "الدليل" أو "المرشد" أو "الخبير" عمادها نظرا للمهام الصعبة التي أنيطت به. فقد كان عليه قيادة القافلة إلى أن تبلغ أو مدينة سودانية ثم معالجة المرضى من المسافرين والفصل بين المتخاصمين منهم، والأهم من هذا القيام بالمفاوضات اللازمة مع القبائل العربية المتواجدة بالتخوم الصحراوية.
- أما فيما يخص النطاق الثالث وهو السودان الغربي، فإذا كانت الجلود اللمطية وجلود ماعز غدامس والعاج والصمغ تشكل قسطا لا بأس به من صادرات بلاد السودان نحو الشمال فإن مادة الذهب وتجارة الرقيق تبقى أهمها. - فقد ظل السودان الغربي ما بين القرن 2 هـ و 9 هـ/وق 15 م الممون الرئيسي للمغرب فيما يخص مادة الذهب. فقد كان يزوده بكميات هائلة من هذا المعدن فلعب هذا الأخير دور الوسيط في نقله إلى أوروبا الجنوبية: وأشير هنا إلى أن هذه الوساطة لم تتأكد إلا مع بداية الطور الثاني من ق 5 هـ واستمرت إلى حدود ق 9 هـ وأعتمد في تحديدي لهذا التاريخ مواكبته فترة بداية اكتشاف أهم المناجم الذهبية بالسودان الغربي وأعني بها مناجم: يامبوك – روبي وأخيرا لوبي. ولا يفوتني في هذا المجال ذكر ما كان لذهب السودان من دور طلائعي في تدعيم القطاع النقدي بالمغرب ذلك أن مراكز سك العملة اعتمدته في ضرب نقودها.
ولعل أهمية الصحراء تتمثل خاصة فيما تحتوي عليه ممن مناجم الملح إذا بها ممالح أوليل – تغازا ادجيل، ونحن نعلم م لهذه البضاعة من أهمية كبرى ببلاد السودان. فقد اعتبر الملح "سلعة عملة" يعطى مقابلها التبر وزنابوزن بل أن ملوك السودان كانوا يمنحون مقابل الملح أكير مما يمنحونه لأي سلعة أخرى مهما كانت قيمتها. هذا ولا ننسى بعض المواد العطرية، التي تعد إنتاجا صحراويا مطلوبا لدى السودانيين كالفرقة وتاسرغينت فقد ورد عنه ابن بطوطة لم يكن المسافر إلى بلاد السودان يحتاج أخذ دنانير أو دارهم معه فكل ما يلزمه هو حمل قطع صغيرة من الملح وبعض النظم والتوابل كالقرفة وتاسرغينت. والآن لننتقل إلى النطاق الثاني وأعني به إفريقيا الشمالية وبالأخص المغرب الأقصى حيث كان أكثر دول الشمال الإفريقي ارتباطا بالسودان الغربي. وقبل تعداد معالم المقومات الاقتصادية لهذا النطاق أشير أنه لا يجب اعتبار المغرب بدلا اكتفى بدور الوساطة في نقل البضائع بين كل من السودان الغربي والمشرق وأوروبا بل إنه هو الآخر ساهم في حركة هذا النشاط التجاري ببضائعه ومنتجاته المحلية.
فقد كان خبر مزود لبلاد السودان ببعض المواد الغذائية التي تتحمل صعوبة الظروف الطبيعية مثل الحبوب التي اعتبرت أهم بضاعة يجني منها المغاربة أرباحا طائلة نظرا لغلائها المفرط, ولعل القيام بمسح جغرافي لمختلف المناطق الفلاحية بالمغرب ليقدم لنا دليلا قاطعا عما يزخر به هذا البلد من مواد وثروة حيوانية جد مطلوبة ببلاد السودان. وأشير هنا أن المواد الفلاحية لم تكن البضاعة الوحيدة التي غزت بلاد السودان بل هناك المواد المصنعة كذلك وأهمها النسيج.
المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب
نتيجة مباراة السودان والمغرب اليوم تصفيات كأس العالم: أفريقيا
ماذا حدث في مباراة المغرب و السودان 22-7-2022 في الجولة 1 من
.png)